السمنة ليست فقط مشكلة مظهرية تسبب الضيق لصاحبها وهو يتأمل نفسه في المرآة و في عيون الآخرين وهو يتوقع أن يكون رد فعلهم هو الشفقة أو الاستهزاء، خاصة وأن موضة امتلاء الجسم قد انتهت منذ سنوات طويلة جدا، حتى ان الطب يكتشف ان للسمنة أضرارا كثيرة داخلية تؤثر على الصحة، بل ان السمنة هي الأم لعدد كبير من الأمراض الخطيرة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وتآكل غضاريف المفصل وتصلب الشرايين وغيرها.
وتكون السمنة إما عن طريق الوراثة، تنتقل في العائلة لأن الأب و الأم البدينان عادة ما يكون ابنهما كذلك، أو على الأقل عند جسده استجابة قوية لأن يزداد بدانة.
ومن أسباب السمنة أيضا تناول السعرات الحرارية بكثرة خصوصا الأكلات الدسمة من الكربوهيدرات واللحوم والدهون .. و كذلك نقص الطاقة التي ينتجها الجسم و ذلك بالخمول و النوم و قلة الحركة، كل هذا يساعد على عدم حرق السعرات الحرارية المكدسة داخل الجسم.
ويمكن أن تحدث السمنة نتيجة خلل هرموني بسبب الحمل أو أمراض "كوشينج"و "فروليش" أو بتناول بعض العقاقير التي تحفز زيادة الشهية للطعام مثل الانسولين و حبوب منع الحمل.
من المشكلات التي تسببها السمنة نرى ان النفسية منها هي الأكثر وضوحا ؛ ذلك ان السمنة مرض شديد الوضوح بطبيعته! ثم هشاشة العظام وآلام الظهر ودوالي الساقين والفتاق الداخلي وارتفاع ضغط الدم فوق معدله الطبيعي ومشكلات القلب والسكر وضيق النفس وحصوات المرارة ومشكلات الدورة الشهرية لدى الاناث ومشكلات تظهر بعد اجراء العمليات الجراحية.
ومن الممكن مقاومة السمنة بالتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية و بأداء التمريات الرياضية وبتناول العقاقيرالطبية وأحيانا بالتدخل الجراحي مثل صنع معبر معوي لتقليل امتصاص الغذاء والبالون المعدي و هو بالون يوضع في المعدة بواسطة المنظار الجراحي.
و لكن كيف تعرف أنك مصاب بالسمنة ؟
لا يمكن بالطبع الاعتماد على الشكل فقط أو بالقياس بالنسبة لشخص آخر، بل يجب اللجوء الي مقياس دقيق لا يضعنا في أخطاء النسبيات والتقدير الذاتي...
هذا المقياس وضعته منظمة الصحة العالمية (who) و يسمى " اختبار معدل كتلة الجسم" (bmi) و يحتسب في معادلة وزن الجسم بالكيلو جرامات مقسوما على مربع الطول بالمتر .
فعلى سبيل المثال :
شخص يزن تسعين كيلو جراما وطوله يساوي مائة وخمسين سنتيمترا ...نحوّل الطول الي أمتار فيصبح ((1,5 مترا ...و هكذا يساوي معدل كتلة الجسم لهذا الشخص هو حاصل قسمة 90 على 1,5 فيكون الناتج : 60.
وحددت منظمة الصحة العالمية درجات مختلفة تعرف منها ان كنت في وضع طبيعي أم كنت سمين و هل سمنتك هذه من النوع البسيط أم من النوع المدمر تبعا لنتيجة المعدل السابق ذكره:
أولا : من 20 إلي 25 = الوزن الطبيعي المناسب للجسم.
ثانيا : من 25 الي 27,5 = زيادة في الوزن غير مرغوب فيها واحتمال حدوث مضاعفات.
ثالثا : من 28 الي 31,9= زيادة متوسطة واحتمالات اكبر للآصابة بالمضاعفات.
رابعا : من 32 الي 41,9 = زيادة سيئة وخطيرة واحتمالا ت مؤكدة للمضاعفات .
خامسا : ما يزيد على 42 = سمنة مدمرة !! خطر جدا ويجب التحرك فورا للعلاج!
و قسمت السمنة إلى نوعين :
النوع الأول : تكون فيه زيادة في منطقة البطن والوسط ( ما نطلق عليه " كرش")
النوع الثاني : تكون فيه زيادة بمنطقة الأرداف والمؤخرة والأطراف.
و النوع الأول يطلقون عليه سمنة التفاح؛ لأن صاحبه يصبح في منطقة البطن مكوّرا كالتفاحة! و هذا النوع يصيب لرجال غالبا لهذا فيسمى ايضا بالسمنة المذكرة.
والنوع الثاني فيسمى بسمنة الكمثرى لأن الزيادة تكون لأسفل مما يعطي صاحبه منظر الكمثرى المقلوبة المسحوبة لأعلى..و هذا النوع يصيب السيدات بدرجة اكبر لهذا يطلق عليه السمنة المؤنثة.
أما النوع الأكثر خطورة فهو سمنة التفاح لأنه يرتبط بشكل وثيق بمرض السكر وأمراض الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب والمخ و الأعصاب.
أما سمنة الكمثرى فإن الاصابات والمضاعفات المصاحبة لها تكون في الغالب بالمفاصل مثل تآكل الغضاريف والعمود الفقري وهشاشة العظام ومتاعب الجهازالتنفسي والجهاز البولي (سلس البول والتهابات الكلية والتهابات المثانة) وبعض المشكلات النفسية مثل الأرق و الاكتئاب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق