Featured Video

هل يصح سرقة الزوج البخيل

أثارت مأساة زوجة ثري بخيل جدلاً بين الفقهاء حول مشروعية قيامها بسرقته بدون علمه، فرأى فريق أن هذا حلال، في حين رأى آخرون حرمة ذلك، ولكل فريق أدلته الشرعية. فماذا قالوا ؟

تقدم الزوجة إلى لجنة الفتوى من الأزهر

بدأت القضية عندما تقدمت زوجة إلى لجنة الفتوى من الأزهر الشريف تطلب رأياً في مشكلتها قائلة: «زوجي ثري جداً ويحتل منصباً مرموقاً في أحد البنوك الكبرى، بالإضافة إلى ما ورثه عن أسرته من أموال طائلة. إلا أنه بخيل جداً، ولا ينفق على أسرته حتى في الاحتياجات اليومية من مأكل ومشرب، ورفض إدخال أولاده مدارس خاصة، وصمم على الحكومية المتدنية التعليم، وأسكنهم في منطقة شعبية، مما جعل أولاده يكرهونه لأنه يعيش من خوف الفقر في فقر».

 وكشفت الزوجة جانباً آخر من شخصية زوجها الذي يحرص على تناول غالبية وجباته الغذائية مع أسرته الثرية، في حين يترك زوجته وأولادها على أقل القليل الذي تركه لهم ولا يكفيهم مهما حاولوا التدبير، لأن المبلغ المتروك لهم لا يسمن ولا يغني من جوع. ولهذا فهي تفكر في سرقته، إلا أنها تخشى ربها أو أن تكون في سرقته حرمة، فماذا تفعل خاصة أنها نبهته كثيراً ولم يستمع إليها وتدخل أهلها كثيراً لحل المشكلات بينهما دون جدوى.

العلاج

 وحذر أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة الدكتور يحيى الرخاوي الزوجات من الخلط بين بخل الرجل ومحدودية إمكاناته، اذ تعتبر بعض الزوجات عدم قدرة زوجها على تلبية الحاجات نوعًا من البخل، بل وقد تدفعه المرأة إلى السرقة والرشوة لتلبية طلباتها، حتى لا يتهم بأنه بخيل. وهذه النظرة السلبية قد تؤدي الى انهيار الزواج، وخاصة أن الحياة المعاصرة مليئة بالأعباء والضغوط والطلبات التي لا تنتهي، وقد تحولت كثير من الكماليات إلى ضروريات، وتنظر الزوجات إلى غيرهن ويحملن أزواجهن ما لا يطيقون.

وعن كيفية علاج النفس من البخل يقول الرخاوي: «العلاج صعب، ويبدأ بإقرار الزوج أنه بخيل، لأن التشخيص هو البداية الصحيحة للعلاج والاقتناع بضرورته. ويبدأ ذلك بالتدريب على الإقلاع عنه بالإنفاق على أسرته، طمعاً بثواب الله، وأن المال لا ينقص في حقيقته من الإنفاق في سبيل الله. ثم على البخيل أن يستشعر السعادة في نفوس من ينفق عليهم، وخاصة زوجته وأولاده، ولهم دور في تشجيعه عن طريق امتداح كرمه والتحول الإيجابي في شخصيته. وشيئاً فشيئاً يترك الزوج بخله وينفق على أسرته ويشعر بسعادة لإسعاده الآخرين.

الصبر

وتقول أستاذة الشريعة في جامعة القاهرة الدكتورة ملكة يوسف: «زوجة البخيل عليها أن تنصحه وتصبر عليه ولها أجرها العظيم عند الله، وأن تحاول التماس العذر له، فيمكن أن يكون عليه التزامات وديون لا يريد أن تعلمها كي لا يحملها من الهمّ ما لا تطيق، وإن لم يكن مديناً فيجب عليها أن تذكره بلطف بقوله صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفُّه الله، ومن يستغنِ يُغنه الله»، فإن استجاب فهذا خير، وإن لم يستجب فلتفعل مثلما فعلت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان التي شكت للنبي، صلى الله عليه وسلم، بخل زوجها الشديد معها رغم ثرائه، فقال لها: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف». وأنصح زوجة البخيل أن تكون على حذر من أن تؤدي هذه الطريقة إلى عواقب أشد ضررًا وأعظم خطرًا مما كان عليه الحال لو صبرت دون أن تأخذ من ماله بدون علمه».

تهديد للاستقرار

وعن التفسير الاجتماعي لظاهرة بخل الزوج، تقول الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: «البخل يقصد به امتلاك شيء ما والامتناع عن بذله والجود به، سواء كان مالاً أو غيره، وهو صفة ذميمة ليس لها علاقة بالنوع، وإنما ترتبط إلى حد كبير بالبيئة التي تربى فيها الفرد، وكذلك تركيبته النفسية. والرجال هم الأكثر اتهاماً بها، لأنهم من يتولون عادة مسؤولية الإنفاق، بينما لا تظهر صفة البخل في المرأة إلا في حالة توليها لهذه المسؤولية.

وقد تؤدي هذه الصفة الى فشل الكثير من الزيجات، خاصة أن البخل إحدى السلبيات المنتشرة في مجتمعاتنا العربية، مما جعله كابوساً يهدد استقرار الأسرة لكثرة المواجهات الزوجية بسببه، اذ يتهم الزوج البخيل زوجته بالإسراف، وتتهمه هي بالشح والبخل، ونسي الطرفان أن الحل في الوسطية والاعتدال بلا بخل أو إسراف. والغريب أن الزوج قد يكون كريماً مع غير أسرته حتى يبدو في مظهر الغني، في حين يكون بخيلاً ومقتراً على أهل بيته بسبب ما يعانيه من ازدواجية. وفي الوقت نفسه أحذر من الزوجة الطماعة التي ترى زوجها بخيلاً إذا لم يحقق لها كل آمالها، حتى ولو كانت فوق طاقته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More